لا تقلق من اكتساب مهارة «أحلام اليقظة»

أحلام اليقظة يمكنها أن تكون مهارة سعيدة تجعل الإنسان أكثر إبداعًا، ففي كل مرة أذهب فيها لأتمرن تبدأ أحلام يقظتي تتدفق، وأعود بعدها بفكرة.

أنا في علاقة غرامية مع موعد النادي الرياضي هذه الأيام، ولم يكن الحال هكذا قبل بضعة أسابيع. لكنه انقلب من تثاقل إلى حماس عندما اكتشفت أنني أمام إصراري على الالتزام بالتمرين أصبحت أُمارس التخيل وأحلام اليقظة وأنا أتمرن؛ هربًا من شعوري المُدرك بأن عضلاتي تؤلمني. 

نسمع كثيرًا النصائح بعدم العيش في الأحلام، وأتفق معها تمامًا، فهي لا تكفي لتحقيق النجاح وتجلّي الأمنيات. لكن شئنا أم أبينا فإن أحلام اليقظة جزء من أيامنا وتجربتنا الحياتية الواعية، إذ إنها تمثل نحو 30% من صحونا؛ فهي في حالتها العفوية لا تحتاج إلى مجهود عقلي حقيقي، وإن كانت تختلف عن الشرود الذي قد يصاحبه اجترار المواقف المحزنة والمشاعر السلبية.

في عام 2002 ظهر مصطلح «اضطراب أحلام اليقظة العاجزة عن التكيف» (maladaptive daydreaming). لم تظهر دراسات كثيرة حول هذا الاضطراب لكونه لم ينل الاعتراف الرسمي بعد كتشخيص، لكن تشير دراسات أولية أنَّه يتسبَّب باستغراق «العاجزين عن التكيف» (maladaptive daydreamers) في تخيلات لمدة أربع ساعات ونصف، بدرجة تتعارض مع أدائهم أعمالهم، وتمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل اعتيادي.

إحدى الإحصائيات المرتبطة بتلك الدراسات تشير أن الاضطراب يؤثر في 20% من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، أي بما يعادل 2.2 مليون بالغ على الأقل في أمريكا. وهذا الرقم لا يمثل من يحلمون في يقظتهم دون أن يكونوا من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

لكن أحلام اليقظة في صورتها المعتدلة قد تكون جيدة، إذ إنها تفكير من أجل المتعة؛ تمامًا كأحلام اليقظة المتعلقة بالسفر التي تزورنا في أثناء العمل كحيلة يستخدمها العقل للهرب المؤقت من أعباء العمل وأخذ دقائق من الراحة. وفي هذه الحال تعد أحلام اليقظة -كعادة عقلية مقصودة- من أصعب العمليات العقلية؛ لكونها تحتاج توجيهًا متعمدًا وإرادة حرة من الإنسان في انتقاء أفكاره وتوجيهها، لكنها تؤثر إيجابيًا على إنتاجيته وصحته النفسية.

في ورقة بحثية تتناول الجانب الإيجابي لأحلام اليقظة وجد أنه يمكنها مساعدة الإنسان على التخطيط المستقبلي. فهو يكون منفصلًا لدقائق وبشكل جزئي عن واقعه، ليبدو كأنه «يعيش في تردد آخر»، وهذا يرتبط بشبكة الوضع الافتراضي (DMN)، وهي شبكة عصبية تعمل عندما يكون دماغنا في حالة راحة يقظة. الوضع تمامًا كما يحدث عند التأمل، لكن بدلًا من التركيز في الخارج ينطلق العقل في تخيل مواقف حياتية تساعد صاحبه على التخطيط لمستقبله.

لهذا فأحلام اليقظة يمكنها أن تكون مهارة سعيدة تجعل الإنسان أكثر إبداعًا، ففي كل مرة أذهب فيها لأتمرن تبدأ أحلام يقظتي تتدفق، وأعود بعدها إلى البيت إما بفكرة بحث وإما بمشروع تدوينة جيدة وإما بحل مشكلة أو حتى صياغة رسالة بريد إلكتروني عجزت في ساعات النهار على رغم تركيزي الشديد عن كتابتها. 

والأهم أن أحلام يقظتي ساعدتني على الالتزام بموعد النادي يوميًا، فقد تحول وقت التمرين من مخاوف آلام عضلية محتملة إلى زمن حالم مستقطع من جدية الحياة يساعدني على إدارة حياتي.

نسمع كثيرًا النصائح بعدم العيش في الأحلام، وأتفق معها تمامًا، فهي لا تكفي لتحقيق النجاح وتجلّي الأمنيات. لكن شئنا أم أبينا فإن أحلام اليقظة جزء من أيامنا وتجربتنا الحياتية الواعية، إذ إنها تمثل نحو 30% من صحونا؛ فهي في حالتها العفوية لا تحتاج إلى مجهود عقلي حقيقي، وإن كانت تختلف عن الشرود الذي قد يصاحبه اجترار المواقف المحزنة والمشاعر السلبية.

في عام 2002 ظهر مصطلح «اضطراب أحلام اليقظة العاجزة عن التكيف» (maladaptive daydreaming). لم تظهر دراسات كثيرة حول هذا الاضطراب لكونه لم ينل الاعتراف الرسمي بعد كتشخيص، لكن تشير دراسات أولية أنَّه يتسبَّب باستغراق «العاجزين عن التكيف» (maladaptive daydreamers) في تخيلات لمدة أربع ساعات ونصف، بدرجة تتعارض مع أدائهم أعمالهم، وتمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل اعتيادي.

الإنساننمط الحياةالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
يومي منثمانيةثمانية

نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj