عين دور النشر على كتابك المستعمل
تنظر بعض دور النشر إلى سوق الكتب المستعملة بعينٍ حاقدة. فما يباع هناك من كتب ربحٌ ضائع لأنهم ليسوا جزءًا من عملية البيع.
حين سافر أحد أصدقائي إلى القاهرة قبل فترة، زودته بأسماء بعض الكتب القديمة التي يستطيع البحث عنها عند سور الأزبكية الشهير كونه أكبر سوق للكتب المستعملة. كنت أقرأ دائمًا حكايات الكتّاب المصريين عن دور سور الأزبكية في حياتهم الثقافية حين كانوا «على قد الحال»، وكانت الكتب والمجلات المستعملة الرخيصة الخيار الوحيد للتزود بالمعرفة.
ما زال سور الأزبكية صامدًا يتحدى تطورات الزمن المتمثلة في الإنترنت والكتب الإلكترونية، وملفات «بي دي إف» المقرصنة. وعلى الرغم من التطور، ظل الكتاب الورقي صامدًا وما زالت مبيعاته تتفوق على الإلكتروني في العديد من الدول. وإن غاب سور الأزبكية، فإنَّ مواقع مثل «حراج» تحل محله في توفير الكتب المستعملة نصرةً للمساكين (أو الباحثين عن التوفير).
على ما يبدو، تنظر بعض دور النشر إلى سوق الكتب المستعملة بعينٍ حاقدة. فما يباع هناك من كتب ربحٌ ضائع لأنهم ليسوا جزءًا من عملية البيع، وبعض دور النشر ترى أن لها نصيبًّا في عملية إعادتك بيع الكتاب، كشركة «بيرسون» (Pearson).
فالشركة البريطانية المتخصصة في الكتب التعليمية تفكّر في الاستفادة من تقنية «NFT» مع «البلوكتشين» من أجل ربط الكتب الإلكترونية المباعة بقاعدة بيانات تتيح للشركة الحصول على نسبة من أي إعادة بيع.
تبرر «بيرسون» اقتراحها هذا -الذي لا يزال تحت قيد الدراسة- بأن كتبها يُعاد بيعها أكثر من سبع مرات. وبالنظر إلى أسعار كتبهم الغالية التي تقارب ثمانين دولارًا لبعض الكتب، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ حجم الربح لو حصلت الشركة على نسبة من عملية إعادة البيع.
ما تنوي عليه «بيرسون» هو ما تحاول الكثير من الشركات فعله: السعي إلى إعادة تعريف مفهوم الملكية. وذكرتُ سابقًا أنَّ المشتريات الرقمية أصبحت أقرب للاستئجار منها للتملك.
لكن في حالة الكتب والمعرفة بالذات، فإن دخول نماذج كما تقترح «بيرسون» قد يرفع من سقف المعرفة المتاحة لذوي الدخل المحدود، بحجة «اللي ما عندوش، ما يلزموش.» طيب بإمكانها أن تصبح «اللي ما عندوش… يقرصنوه».
#نسبتي_كم؟
نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj