كانت تجربة التسوق في «السوبرماركت»
والمشجع في الأمر أن مجموعة كبيرة من الأفراد يشاركونني في هذه التجربة عبر عدة دول، لدرجة انتشار رسائل التوعية عن البدائل المحلية المناسبة بجودة مقاربة للمنتج الأجنبي
كانت تجربة التسوق في «السوبرماركت»:
كانت تجربة التسوق في «السوبرماركت» من أبسط الأنشطة الدورية وأكثرها سلاسة لي. لكن منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة اتخذت قرار تغيير روتيني في التسوق عما اعتدته. فقد كنت أبحث في السابق عن العلامات التجارية الأجنبية لثقتي بها ومعرفتي بجودتها العالية، وأصبحتُ الآن أبحث عن البديل المحلي أو العربي لتلك المنتجات وأتجاهل كل ما كنت أعدّه منتجًا معتمَدًا، انطلاقًا من رغبتي بالمشاركة في مقاطعة كل ما يدعم الكيان المحتل.
والمشجع في الأمر أن مجموعة كبيرة من الأفراد يشاركونني في هذه التجربة عبر عدة دول، لدرجة انتشار رسائل التوعية عن البدائل المحلية المناسبة بجودة مقاربة للمنتج الأجنبي من خلال إضافة مواقع أو تطبيقات ضمن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد المتسوق على التعرف إلى مدى دعم الشركات العالمية المنتجة للمواد الاستهلاكية للكيان المحتل أو عدمه.
ويُعرف هذا النوع من التسوق «الاستهلاك الواعي» (Conscious Consumerism)، وتعتمد فكرته على الاستهلاك الأخلاقي بامتناع المستهلك عن الشراء من شركة ما بناءً على موقفها من قضية أخلاقية محددة، قد تكون قضية بيئية أو عمَّاليَّة أو حقوقيَّة أو سياسية.
فكرة الاستهلاك الواعي لدعم قضية إنسانية ليست جديدة، فمن أقدم الأمثلة على تطبيق هذا النموذج المقاطعة الإنقليزية للسكر التي حدثت في القرن الثامن عشر ضد السكر المحلي لأنه نتاج حصاد المستعبدين. وقتها طُبعت كثير من المنشورات للتحفيز على المشاركة ضد تجار السكر بعد رفض البرلمان التخلص من استعباد الرقيق. وقد شارك أكثر من 300 ألف شخص في المقاطعة لينتج من هذه الحملة انخفاض مبيعات السكر إلى النصف والضغط على مرشحي البرلمان لاتخاذ موقف من قضية إلغاء الرق.
كل يوم أحد. ضيف معي أنا عبدالرحمن أبومالح. في بودكاست فنجان، سنأخذ من كل مذاق رشفة. لا معايير، ولا مواضيع محددة، لكن الأكيد، هنا كثير من المتعة والفائدة