الأصل الأعظم قيمة في الشركة
لو سألتَ عشرة من زملائك، «أين ستذهبون لإنجاز مهمة تحتاج إلى تركيزٍ عالٍ؟» على الأغلب لن تكون إجابتهم الأولى «المكتب»!
لو سألتَ عشرة من زملائك، «أين ستذهبون لإنجاز مهمة تحتاج إلى تركيزٍ عالٍ؟» على الأغلب لن تكون إجابتهم الأولى «المكتب»! ففي الوقت الذي تستثمر فيه الشركات المليارات لاستئجار مكاتبها وتصميمها وتجهيزها، غالبًا يجري العمل الحقيقي خارجها.
ويعود السبب، حسب جيسون فريد وديفيد هانسون في كتاب «لا يجب أن يكون الوضع جنونيًا في العمل» (It Doesn’t Have to be Crazy at Work) إلى أنَّ المكاتب أصبحت مكانًا مهيئًا للمقاطعات.
بمجرد أن تصل إلى الباب تصبح هدفًا للمحادثات والتحيات العابرة «كيف كانت إجازتك؟» أو «تبغى فطور؟» أو تُستدعى لحضور اجتماع تلو الآخر، أو لإجابة طلبات مديرك واستفسارات زميلك ومكالمات عميلك.
هل لاحظت لماذا تنجز في الطائرة أو في صباح السبت أكثر من إنجازك في المكتب؟ ربما لانعدام احتمالية المقاطعة. فأغلب الذين يعملون لساعات طويلة لا يفعلون ذلك لأن لديهم الكثير مما يجب عمله، بل لتعرضهم خلال يومهم لكمية من المقاطعات تؤخر من إنتاجيتهم حتى الساعة السادسة مساء، حين يغادر أغلب زملائهم.
شخصيًا أحب إنجاز عملي في المكتب. فقررت مثلًا أن أجدول أي اجتماع أو مهام أحتاج فيها إلى زملائي في المساء، بحيث أركز في الصباح على المهام التي تحتاج مني تركيزًا عاليًا. بطبيعة الحال لا أنجح دائمًا، لكن هذه الجدولة خففت كثيرًا من المقاطعات وزادت من جودة ما أحاول إنجازه.
في الوقت الذي نحرص فيه على ميزانية الشركة وحسن إدارة مواردها لضمان ربحيتها وكفاءتها، نغفل عن الأصل الأهم والمورد الذي لا يمكن تعويضه: أوقات الموظفين وانتباههم. وأقول انتباههم لأنك، نعم، قد تُلزم موظفًا بالجلوس لثمان ساعات، لكن كم ساعة منها تعرَّض فيها للمقاطعة؟ الإشغال؟ التأثير عليه؟
ضمان أين تُصرف أوقات موظفي أي شركة يحدد بالضرورة إنتاجيتها وإبداعها. هذا الوقت الذي نحتاجه لتنفيذ المهام اليومية التي لا نلقي لها بالًا يحدد بدقة ربحية الشركة. هذا الوقت الغائب عن دفاتر المحاسبة وعروض الاستراتيجيات وتقارير التقييم، هو في الواقع الأصل الأعظم قيمةً في الشركة.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.